... ايــام عمــــرك تذهــــــــب ...
... وجميــع سعيــــك يكـــتب ...
... ثم الشهيـد عليـك نفسـك ...
... فايــن ايــن المهـــرب ...
.............

الأربعاء، 11 فبراير 2009

أفيقوا أيها المسلمون!!


أفيقوا أيها المسلمون!!
كتب: د. زينب عبد العزيز - بتاريخ: 2009-01-14
نعم ، أفيقوا أيها المسلمون ، أينما كنتم ، ولا أقصر الحديث على العلماء وحدهم ، فالهجوم على الإسلام ومحاولات اقتلاعه باتت شرسة الوضوح وقحة المطالب !..
ففي يوم 24/1/2008 أعلن الموقع الرسمي لأخبار الفاتيكان عن تحديد موعد اللقاء الذي سيتم بين وفد "مختار" من ال138 ، الموقعين على الخطاب المشبوه، الموجه للبابا وللعديد من الرئاسات الكنسية في أكتوبر الماضى. وهو لقاء يُعد بمثابة بداية العد التنازلي لتحريف القرآن الكريم ، بأيد بعض المحسوبين اسما أو عددا على الإسلام والمسلمين..
فلا أتخيل أن يقوم مسلم بتنفيذ القرارات التى تطالب بها المؤسسة الفاتيكانية !فلقد أعلن الكاردينال جان لوى توران J. L. Tauran)) رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان ، عن الاستعدادات والترتيبات التى يقوم بالإعداد لها "لأول لقاء ذو طابع إعدادى وتنظيمي خاص بالحوار ، يومي 4 و 5 من شهر مارس القادم".وفي واقع الأمر أنه ليس بحوار بالمعنى المفهوم ، وإنما هي جلسة عمل يُلقي فيها الجانب الفاتيكاني أوامره على الأدوات التنفيذية التي اختارها من بين "حكماء المسلمين" الموالين له ، أو الذين يتصور أنه يمكنهم أن يفرطوا في دينهم ..ويتكون الوفد "المسلم" من عبد الحكيم مراد وينتر A.M. Winter)) ، من المملكة المتحدة ؛ و عارف على النايض A.A. EL Nayed)) ، الليبي الذي يشغل منصب "عميد المعهد الباباوي للدراسات العربية والإسلامية" ، وفقا لما هو وارد فى هذا الخبر المعلن من الفاتيكان ؛ و سرجيو يحيى بللافيتشينى S.Y. Pallavicini)) ، نائب رئيس "جمعية مسلمى إيطاليا" ؛ وإبراهيم كالين (I. Kalin) ، وهو تركي ويشغل منصب أستاذ مساعد للدراسات الإسلامية في " كلية الصليب المقدس" إضافة إلى إدارة مؤسسة سيتا Seta Foundation)) ؛ وسهيل نخّودة مدير "المجلة الإسلامية" Islamica)) وهو هندى الأصل ويقيم فى الأردن ؛ والأمير غازي بن محمد بن طلال ، رئيس معهد الفكر الإسلامي في عمان ومتزعم تلك المبادرة "الإسلامية" ..وإذا تأملنا الشخصيات الست المكونة للوفد "المختار" ، لوجدنا اثنين من الأردن، وواحد من كلٍ من إنجلترا ، وليبيا ، وتركيا ، وإيطاليا ، اثنان منهم مسيحيان سابقان ، ومن الواضح أنهما من المرضِى عنهم فى نظر الفاتيكان بدليل اختيارهما ، أما مصر ، بلد الأزهر الشريف ، والمملكة السعودية أرض الحرمين الشريفين ، فليستا ممثلتين فى هذا المحفل الذى سيتناول أهم القضايا في الحرب التي يشنها الفاتيكان حاليا على الإسلام و المسلمين ، ألا وهى بكل بساطة : تدارس كيفية تحريف القرآن الكريم وتشويه الإسلام ، وهو ما سوف نراه في النقاط التالية ..والخبر المنشور فى موقع أخبار الفاتيكان ، باسم الكاردينال توران ، لا ينتهي عند ذلك الحد ، وإنما هو مذيّل مباشرة بعبارة : "مقال تكميلى" .وهذا المقال التكميلي عبارة عن استشهادين من مقالين مختلفين ، والواضح من صياغتهما أنها نصوص تلفيقية لمجرد تبليغ رسالة بعينها ، إذ يكشفان عمّا سيدور في ذلك اللقاء .. ويقول الاستشهاد الأول ، وكان ردا على سؤال: " لماذا سمح الله بوجود الدين الإسلامي ؟"، ويقول الرد :" لنقرأ ونقارن الآيات القرآنية من الفترة المكية وآيات من الفترة المدنية ، وعندئذ ربما يمكننا فهم العقليتين المتناقضتين عند النبي محمد ، وربما يمكن لخلاصةٍ ما أن تفرض نفسها هنا ، وهى كالآتى : أن الله قد اختار محمدا فعلا لكى يعلّم العقيدة الإنجيلية إلى القريشيين ، وقد استجاب محمد إلى هذا النداء . لكن ابتداء من معركة بدر ، التى لم يطلب منه الله أن يقوم بها ، قام محمد بفرض رأيه الشخصي محل كلمة الله ، فكان فكره هو ، فكر قائد حربى ، منظِّم ، ومشرّع ، لكنه لم يعُد نبى الله !" إلا أن مثل هذه الخلاصة يرفضها إخواننا المسلمون ، إذ إن القرآن ، بالنسبة لهم واحد ، ولا يمكن لشخص أن يدّعى امتلاك حق تقرير إن كانت هذه الآيات تنزيل إلهى و آيات أخرى ليست منزّلة !" وهناك خلاصة أخرى وهي التي أفضلها ، إنها مقولة لأحد المتصوفة الكاثوليك المستشرقين ، هو لويس ماسسينيون L. Massignon)) ، القائل بأن التنزيل القرآني بكامله يمكن أن يكون قريبا من التنزيل الإنجيلى إذا ما تم تفسيره بصورة رمزية وليس بصورة أصولية ، فتلك كانت فيما مضى فلسفة المتصوفة ، مثال منصور الحلاج ، وهو ما يطالب به من يُطلَق عليهم " المفكرون الجدد للإسلام " - أي إن "المسلمين الجدد" هم الذين يطالبون بعمل تفسير جديد للقرآن الكريم يتفق وهوى الفاتيكان !!" فما الذي يمكن قوله عن هذين الاقتراحين ؟ هل يمكن أن نتصور أن الله يمكن أن ينزّل ديانة أخرى مسخ للديانة المسيحية إذا أخذنا باقتراح ماسينيون ؟." وهناك حل ثالث أكثر قربا من النبوءات ( من قبيل السلالتين اللتان أعطاهما الله لإبراهيم في سفر التكوين 16 وما بعده) و ما يمكن لمسيحي أن يؤمن به ، هو :
" أولا : الإسلام (كما نراه من تقديم مولد إسماعيل ، الابن البكر لإبراهيم) ، لا يمكن أن يكون بمبادرة من الله وإنما هو مبادرة إنسانية تماما ." ثانيا : لكن الله باركه وأعطاه ذرية كبيرة ، لإيمان إبراهيم وأنه بتقسيم العالم إلى عدة ديانات ، وبالتالي فإن الغرور الإنساني وجد نفسه قد انحط ، وها هو أحد النصوص : " التكوين 21:12 لكن الله قال لإبراهيم : " لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك ، فى كل ما تقول لك سارة ، اسمع لقولها ؛ لأنه بإسحاق يدعى لك نسل . وابن الجارية أيضا سأجعله أمّة لأنه من نسلك " ." أما عن كون الإسلام ديانة حربية ، فالله قد قالها لإبراهيم في سفر التكوين 21 :20 ، " وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البريّة وكان ينمو رامي قوس " !! .أما الاستشهاد الثاني فيقول :" لقد علمنا من جريدة "لانديباندان" L'Indépendant)) لمنطقة البرانس الشرقية (جنوب فرنسا)، أن إمام مقاطعة بربينيان Perpignan)) المعتدل قد تم فصله بعد خمسة أشهر .." و وفقا للمسئولين عن هذا الفصل ، ومنهم الدكتور أكّارى Akkari)) فإن الإمام قد أذنب لأنه تسبب في قلاقل وسط الجماعة ، لأنه نمّى علاقات مع مسؤولين دينيين آخرين ، وقال إنه ديمقراطى ، موضحا : " كنت آخذ الكثير من الأهمية في نظرهم ، وكانوا يريدون استخدامي . وكنت قد أقمت حوارا حقيقيا مع الأتباع والسلطات ، وأيضا مع الديانات الأخرى ".. وتلك كانت تصريحات الإمام أحمد الحَلَمي للجريدة ." إن تصريحات الدكتور الأكّارى تثير الدهشة ، لأنه أحد المنتخبين من الأغلبية المحلية ، من جهة أخرى ، يجب أن نقول : إن هذه الإدارة لا تحب شيئا سوى ثُباتها المريح ، فهنا كل شيء مباح ، كل شيء ، ما عدا إقلاق الراحة ! ولا بد من توضيح أنه فى إدارتنا يميلون أكثر تجاه المواقف الجذرية ، شريطة ألا تعوق الراحة المطمئنة لفراش الزوجية الملطخ بدماء الأطفال الذين سيولدون أو بفراش علاقة خارج الزواج يتم تعقيمه بجدارة ـ ولا نتخيل أن الدكتور الأكّارى يمكن أن يتدنى إلى هذا المستوى الحقير ليتهم الأئمة بمثل هذه الأفعال !!ونواصل الاستشهاد :" ولا يمكننا إنكار أن هناك صراعات جادة داخل التحركات الإسلامية ، وأن هناك حركة ديمقراطية تتأكد وتقاوم الإسلام السياسى " ..ثم ينتقل كاتب هذا الخبر في موقع الفاتيكان الإعلامي ، إلى نقطة أخرى ليقول : "وفى رده على الخطاب الذي أرسلته بعض الشخصيات المعتدلة من المسلمين إلى المسئولين المسيحيين ، فإن البابا بنديكت ينتظر من إخواننا المسلمين أن يقيموا حرية عقيدة فعلية في أرض الإسلام ، مثلما توجد في الديمقراطيات الكبرى تجاههم ، و أنه يطالب بتطبيق حقوق الإنسان وفقا لوثيقة الأمم المتحدة" .كيف إذن يمكن تفسير الموقف الحريص للبابا ؟" لكي نفهم حرص قداسته ، فيما يلي فقرة من خطاب ساندرو ماجيستر :" ومع ذلك – يقول الأب ترول Troll)) الجزويتى – هناك فارق سحيق بين الله الواحد بالنسبة للمسلمين والله الثالوث للمسيحيين ، فيما يتعلق بالابن الذي جعل نفسه بشراً ، إن " الكلمة السواء" الحقيقية يجب أن نبحث عنها في مكان آخر هو : أن نقوم بتطبيق هذه الوصايا في الواقع الفعلي للمجتمعات المتعددة العقائد، الآن وفورا ، يجب البحث عنها في حماية حقوق الإنسان ، وفى الحرية الدينية ، وفى المساواة بين الرجل والمرأة ، وفى الفصل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية ، إن خطاب ال138 مائع أو أخرص حول هذه الموضوعات ".ثم يتساءل كاتب هذا الاستشهاد قائلا : " هل هناك فرصة لنرى حرية العقيدة مطبقة ومحترمة في مجمل المناطق ذات الأغلبية المسلمة ؟! "" فى رأيى أن الوقت مبكرا جدا ، إذ إن الإسلام حاليا (من خلال أتباعه المتحمسين) يقوم بعملية جمود حيال قيم الغرب ، على الرغم من أن أغلبية من المسلمين في علاقة معتدلة مع القيم الغربية ، ويتطلعون إلى العيش فى سلام." لكن ذلك سوف يحدث ذات يوم ، خاصة عندما يتم خفض الغرور القومى الحالى للحضارة الإسلامية ( كحرب تخسرها أو عملية ارتداد جماعية ؟ ) ..لقد أوردت المقال الصادر عن الفاتيكان حتى يكون الكافة ، مسلمين وغير مسلمين ، على علم بما يحاك للإسلام من ترتيبات ، قبل أن أتناول توضيح النقاط الأساسية ، التي سوف يتم التعامل بمقتضاها ، أو فرضها كورقة عمل على تلك الأدوات التنفيذية من "المسلمين" الذين اختارهم الفاتيكان لحضور أول لقاء تنفيذي يومي 3 و4 مارس القادم (2008) لتحريف الإسلام ..وإذا قمنا بتلخيص ما نخرج به من الاستشهاد الأول نجد :•أن لمحمد ، صلوات الله عليه ، عقليتين متناقضتين بين الآيات المكية والمدنية.•أن محمدا ، عليه الصلاة والسلام، قد أُرسل ليعلّم المسيحية لقريش ، ثم حاد عن الرسالة ابتداءً من معركة بدر ، التي خاضها لأغراضه الشخصية الحربية ، وبذلك فقد النبوة ،ولم يعد نبي الله !•أن القرآن الكريم خليط ما بين التنزيل الإلهي وتأليف سيدنا محمد ، عليه الصلاة والسلام ..•أن المطلوب هو إعادة تفسير القرآن الكريم بصورة رمزية وليست أصولية ، وذلك وفقا لوجهة نظر المتصوفة الكاثوليك ، و " المفكرون الجدد للإسلام " ..•وأن فكرة اعتبار أن الإسلام ديانة منزّلة من عند الله أمر مرفوض من الفاتيكان ، بعد أن أنزل المسيحية.•وأن الإسلام لا يمكن أن يكون قد أتى بمبادرة من عند الله ، لأن سيدنا إسماعيل ابن جارية ، وليس من زواج شرعي ! وبالتالي لا يحق له تبوء رسالة دينية .. لذلك تم اختلاق الإسلام بمبادرة إنسانية تماما ، أى من تأليف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام ديانة حربية.وما نخرج به من الاستشهاد الثاني يقول :•إن الإسلام والمسلمين لا يعرفون التسامح.•وأن الأئمة ، هناك في الغرب ، غارقون في عالمهم الخاص ، ويقومون بما حرمه الله ، من قبيل الجماع بزوجاتهم أثناء الحيض أو القيام بعلاقات خارج رابطة الزواج ، يستخدمون فيها وسائل منع الحمل بدراية فائقة ..•أن هناك صراع بين المسلمين لمقاومة الإسلام السياسي .•أن البابا ينتظر من المسلمين : إقامة حرية العقيدة " في مجمل المناطق ذات الأغلبية المسلمة " وقد عز عليهم كتابة " في البلدان الإسلامية " ، إضافة إلى تطبيق حقوق الإنسان وفقا لوثيقة الأمم المتحدة !•انتقاد صمت خطاب " كلمة سواء" ، على لسان الأب ترولّ الجزويتى ، بأن الخطاب " لم يشر إلى الخلاف السحيق بين مفهوم الله عند المسلمين والله الثالوث عند المسيحيين وابنه الذى تجسد بشرا "، لذلك يطالب بتنفيذ هذه المطالب الآن وفورا ! – لكي لا تتم حتى مناقشة أننا لا نعبد نفس الإله أو أنهم أشركوا به بكل ما نسجوه من عقائد ـ وهو ما يدركونه تماما !!•أن خطاب ال138 مائع و أخرص أي لا يقول شيئا حول نقاط حقوق الإنسان ، والحرية الدينية أى إباحة التبشير والتنصير علنا ، والمساواة بين الرجل والمرأة ، ولا عن فصل الدين عن الدنيا !•أن المسلمين حاليا يقومون بعملية جمود حيال قيم الغرب ..وينتهى المقال الاستفزازى ، الكاشف عن نفوس وضمائر أبعد ما تكون عن الحيدة والتسامح الذي يطالبون به ، بجملة ترويعية ، توضح بصريح العبارة ما ينتظر المسلمين إذا ما تخلفوا عن تنفيذ قرارات " قداسة " البابا بنديكت السادس عشر وهى :أنه سوف يتم دك الغرور القومي الحالي للحضارة الإسلامية ، إما عن طريق حرب يشنونها بحيث يخسرها المسلمون ، أو أن يتم فرض عملية ارتداد جماعية على المسلمين واقتلاعهم من دينهم ..ولن أتناول الرد على سفاقة مثل هذه المطالب ولا حتى التعليق على الأسلوب، الذي أقل ما يوصف به أنه استعماري وقح ، بكل ما به من إسقاطات وتعالي ، وأترك الرد لكل من يجد في نفسه بقية من إيمان يدافع بها عن هذا الدين ..لكنني أتوجه بالسؤال إلى تلك "النخبة " المختارة من الفاتيكان ، إلى أولئك "الحكماء" في نظره ، مع مراعاة كل ما كتبوه أو قاموا به من تعريف بالإسلام : ما عساكم فاعلون في اللقاء المقبل ، الذي سيتعين عليكم فيه تلقى الأوامر والإقرار بها وبداية عملية تحريف القرآن واقتلاع الإسلام ؟! أليس من الأكرم لكم الرد رسميا وعلنا على هذه المطالب الوقحة ، وعدم التورط بالذهاب إلى هذا اللقاء المشبوه ؟! ..والأمر ليس مرفوعا إلى الإمام الأكبر للأزهر الشريف ، و إلى خادم الحرمين الشريفين ، وإلى كافة علماء المسلمين فحسب ، بل إلى أمة محمد ، صلوات الله عليه، لذلك أكرر الصيحة : أفيقوا أيها المسلمون ، أينما كنتم وأيا كان مستواكم العلمي أو المعرفي ، أفيقوا للدفاع عن الدين قبل أن تتفاقم الأحداث !.فالهجمة الشرسة على الإسلام باتت من الوقاحة والغطرسة المعلنة ، بوضوح لا ريب فيه ، بحيث يقتضى الرد عليها أن يكون قاطعا حاسما فى الدفاع عنه ، ليضع هؤلاء القوم بتعصبهم البغيض ، والقائم بنيانهم على تل من الأكاذيب والنصوص المزورة ، المنسوجة عبر القرون ، فى المكان الذى يستحقونه !..
http://www.brmasr.com/view_columns_article.php?cat=view2&id=715

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق